الأحد، 13 فبراير 2011

المصري أغلس واحد في الدنيا....نشرت بتاريخ 10 فبراير 2011


قررت فجأة أن أعود لكتابة مقالات وشعر بعد أن توقفت عنها منذ أيام الجامعة بعد اصطحابي في جولة ميدانية لتفقد أحوال أمن الدولة .....لكنني تراجعت وجلست أفكر ...هل لازالت لدي تلك الملكة أم أن ضغوط الحياة قد أذابتها؟ هل أضع ما أكتبه في درج مكتبي أم أحاول أن أنشره؟ بل وإذا كتبت أين سأنشر ما أكتب؟...المهم قررت في النهاية أن أ...كتب بعد 13 سنة.....والمفالة بعنوان.....برضه دمه خفيف!!!!!

لا أنكر أن أجمل وقت كنت أقضيه هو الوقت الذي أقضيه خارج مصر بعيدا عن حبايبي في أمن الدولة.....ده طبعا لكي أشتاق لهم! كنت أود أتخلص وبأقصى سرعة من جواز سفري الأخضر المستطيل والذي يعكس ثراء مصر ووفرة المواد الخام الخاصة بصنع الورق في مصر.....كثيرا ما كنت أخبيء تلك الجنسية وخاصة أنني لا أستطيع أن أفتخر بأي شيء في مصر سوى ...الماضي....الفراعنة ، انتشار الإسلام منها، جمال عبد الناصر، حرب أكتوبر....

لكن الخاطر الذي كان يجول بذهني أنني للأسف لم أولد في أي من هذه الفترات وأني ولدت حتى بعد حرب أكتوبر بثلاث سنوات...باختصار كنت من شباب أمجاد مبارك....ولا أخفيكم سرا أن هذه الأمجاد جعلتني أخفض رأسي كلما أردت أن أقول أني مصري....لكن ليه؟

أمجاد مبارك جعلت المصري خارج مصر نصاب وكداب ومنافق وانتهازي ومرتشي وأحيانا حرامي لكن برضه دمه خفيف.هذه الفكرة كانت تشجع الكثيرين أحيانا لاغتصاب حق المصريين لأنهم مهما قالوا فلن يصدقهم أحد وبالتالي أحسست أن المصري أقل المخلوقات شأنا لكن برضه دمه خفيف...الخلاصة أن المصري فيه كل العبر لكن دمه خفيف....وكأن خفة الدم المصرية... جعلت من المصري مهرجا في سيرك يراه كل العالم....فالعالم يرى فقط ابتسامته لكنه لا يرى عقله ولا قلبه!!

يوم 25 يناير 2011 كانت أول مرة أكتشف أن المصري إنسان من نوع خاص...إكتشفت أنه عصبي لكنه هاديء ومتحضر، يخاف ولكنه شجاع ويطلب الشهادة، متغافل ولكنه فطن ولا يخدعه أحد، متدين ولكنه ليس متطرف، أمي لكنه مثقف، فقير لكن كرامته تناطح السحاب، ولأول مرة أفاجأ بظهور جماعة الإخوان المسيحيين والتي فوجئت أن علاقتهم جيدة بالإخوان المسل...مين...غريبة!....الاكتشاف الفريد من نوعه أني اكتشفت أن المصري "غلس ورخم"!!

ومشكلة اللانظام أن له سنوات لا يشاهد نفسه في وسائل الإعلام لأنه لو شاهد نفسه لاكتشف من اللحظة الأولى وبدون ذرة تفكير أن المصري "غلس ورخم"....ولأنه لا يشاهد وسائل إعلامه المجندة والمجيشة لخدمته فلم يدرك هذه الحقيقة ولم يفهم الاكتشافات السابقة حتى الآن بالرغم أنها بديهية واكتشفها الكثيرون....

واضح أن اللانظام لا زال يتعامل مع المصري أنه "برضه دمه خفيف" وبالتالي يتعامل مع الناس باستهبال فيظهر مبارك في الأيام الأولى قائلا "لم يكن في نيتي الترشح وأريد أن أدفن في مصر" ثم شفيق قائلا "سنجعل التحرير مكانا لخفة الدم واستعراض المواهب وأن البلطجية كانوا داخلين يحضروا كرنفال في الميدان" ثم عمر سليمان قائلا "كلفني السي...د الرئيس أن أشرع في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في الحوار مع أحزاب المعارضة" ...طبعا استهبال....!!

وعادة الاستهبال إما أن يجعلك تغضب من الشخص وتغلس عليه أو تضحك على استهباله....ومن الواضح أن اللانظام لم يضع احتمال الغضب والغلاسة لكنه وضع الاحتمال الثاني وهو أن الجماهير المحتشدة ستتعامل بمنطق أن المصري دمه خفيف أو بالأخص اللانظام دمه خفيف

المهم الآن أنه وبعد 15 يوم لم يدرك اللانظام أن المصريين أصبحوا أكثر غلاسة ورخامة على قلبه منه هو نفسه وأنهم بالرغم أنهم "برضه دمهم خفيف على قلبي وعلى قلب كل حر في العالم وليس في مصر فقط" فلن يتركوه هانئا وسيظلوا في الشوارع يظهرون "غلاستهم وخفة دمهم" حتى يسقط اللانظام من ثقل دمهم عليه....المهم خلونا نشوف مين دمه أثقل ومين أغلس في الساعات القليلة القادمة.


هناك 4 تعليقات:

  1. جدددددا رائعة...وفعلا معادلة المصري صعبه ومليئة بالتناقضات..ان دل على شيئ فانما يدل على عظمة هذا الشعب....شكرا لك وطبعا كمل بانتظار جديدك

    ردحذف
  2. يا رافع معنوياتي
    الله يكرمك
    أنت أول واحد يدخل هنا أخي الكريم وإن شاء الله قريبا مقالة عن المعادلة الصعبة لللإخوان المسلمين

    ردحذف
  3. اذا سأكون بانتظارها وانت ايضا انتظر تعليقي.ربنا الموفق (بكسر الفاء مش بفتحها-سبحان الله حتى اللغة لم يعرفها عمر سليمان وامثاله فقالها بفتح الفاء-^_^)

    اختك
    أسحار

    ردحذف
  4. شكرا جزيلا أختي الكريمة أسحار وآسف بشدة للمخاطبة بالمذكر في المرة السابقةولو أن الفرد العربي بمائة رجل طبعا

    وصدقت فعلا فهم يتقنون العبرية أكثر من العربية....والحمد لله الذي تمت بنعمته الصالحات وأكرر شكري لك على مساندتي في العودة للكتابة مرة أخرى

    ردحذف