الأحد، 13 فبراير 2011

رثاء البوعزيزي

مصر بتقول يا عزيزي ...كلنا البوعزيزي
قام ورفض الامتهان.......قال يا بلدي أنا مش جبان
صفعة واحدة كانت شرارة.......حس قلبي بالمرارة
فين دراستي ...فين شهادتي...فين ثقافتي
كله راح كله ضاع واللي باقي كان كرامتي
بس دي أنا مش سايبها........لسه قلبي فيه لهيبها
بس مش قادر يا ربي ......هانفجر من جوا قلبي
إيه فاضل لي غيرك انت......رحمتك دي هي دربي
كل أحلامي بريئة.............بس حرقوها في حريقة
لوثوا لي كل بيئة
خلوا بلدي فرانسيزي
مصر بتقول يا عزيزي ...كلنا البوعزيزي
اصحوا بعدي يا توانسة........ارفعوا صوتكم بهمسة
غيروا كل اللي فات..........صحوا كل قلب مات
قلب عربي قلب اخويا.........حققوا بقه حلم ابويا
اطردوهم من بلادنا.........اللي سرقوا قوت ولادنا
بعد ما مصوا دماءنا
خلوا أجسامنا معيزي
مصر بتقول يا عزيزي ...كلنا البوعزيزي
آدي مصري وادي مصري
قاموا قالوا لأ يا ظالم
احنا مش ورثة أبوك
رد بقى كل المظالم
هاتلي هات كل الصكوك
وامشى يلله امشي بره.......دي بلدنا مصر حرة
سيبني اقول على ابوك مبارك........كل فخرك وافتخارك
اوعي تفتكر ان ابوك
سد جوعك من حلال
ولا تفتكر ان ابوك.......كان مبارك أو مبروك
ولا يمكن كان يا واد
كان خليفة المسلمين
علمك سرقة بلادك
وانت قلت وراه آمين
خليتولنا عيشتنا طين
والشباب بقى عواجيزي
مصر بتقول يا عزيزي ...كلنا البوعزيزي
حزبنا يا حزب وطني.......يا اللي بتهلب في وطني
يلله اسرق يا ابو صفوت.....دي البلد حالها ملخبط
خلا كل واطي فوق.......طول ما بيزمر ببوق
بس فيه واحد شريف........لسه جيبه فاضل نضيف
عمره ما بياكل حرام...........ولا في بقه لجام
ولا يجري يقول يا دودي........يا حبيبي يا يهودي
أصله مصري أصله عالي.....ع العرب في القلب غالي
يعرفوا من صوت سكوته
انه راجع يصحا تاني
يضرب الظالم بإيده
يطرد الخاين ويحرق
اللي راح يئذي وليده
يجري ياخد تار بلاده...........اللي منها كل زاده
من ولاد سوزان وزيزي
مصر بتقول يا عزيزي ...كلنا البوعزيزي
قومي يلله يا مصر واصحي........سمعي للدنيا صوتك
قولي ابني اللي اتحرق
زيه زي البوعزيزي
بس انا هاجري الحقه
قبل ما يولع في نفسه
يومه لازم يبقى فيه........الأمل قدام عينيه
ده هيحصل لو يا مصري
قمت واجهت الفساد
كل سرقة جت تضر
العباد ويا البلاد
لو وقفت وقلت انك
جاي علشان العناد
جاي تعاند كل ندل.........كان بيمحي العدل
للحرامية صحابه
كان سايبها إيزي ميزي
مصر بتقول يا عزيزي ...كلنا البوعزيزي
آدي شمعة هناك في تونس........جايه بتنادي يا يونس
شهر واحد م البطولة........خلى تونس ليها قولة
قولة بتحيي الشهيد..........اللي لبسها الجديد
قوم بقة وخليك رجولة......اجري قرب م البطولة
ده انت مصري قوم يا يونس.......مصر زيها زي تونس
انسى بقى زمن الهوان.............يا بطل يا بتاع زمان
إوعى تكسر حلم إبنك...........ولا تكسر قلب بنتك
بعد ما يمر الزمان
يعرفوا ان انت إيزي
مصر بتقول يا عزيزي ...كلنا البوعزيزي
هي وقفة للنضال.........ظلمهم يبقى في زوال
يهربوا بره البلد..........ننضف احنا يا ولد
يجري عز وراه جمال......تصحا من تاني الآمال
بس كمل للنهاية..........يومها تبقى مصر آية
ويسيبوها النصابين........يمشوا يهربوا عند زين
يهربوا كده في العشية.........هما جبنا ميه ميه
ترجعي يا مصر خالية
من ولاد الانجليزي
مصر بتقول يا عزيزي ...كلنا البوعزيزي
لما هتمر السنين
نبني متحف يبقى قصر.........نعمله في تونس ومصر
ندخله احنا وولادنا...........نبكي من الفرحة ببلادنا
ابني بيقول شوف يا بابا..........ثورة الناس الغلابة
طهرت بلدي وخلت
راسي مرفوعة يا بابا
شوفي يا أختي يا زينة..........الصعيد أهل مزينة
والمنايفة والبحاروة
وأهل سينا وأهل طوخ.........طردوا من بلدي اللطوخ
رجعوا مصر منارة..........والعرب من غير سفارة
فتحوا أبوابهم لبعض
رجعوا صوتهم يدوي........في السما ده بينه رعد
دي صورهم ...عايز ابوسهم.........علمونا من دروسهم
كل ظلم لازم يزول...........لما شعبي يقوم يقول
كلمة الحق بإيديه..........يرضى ربه كده عليه
واللي مات يبقى شهيد........يعلا في الجنة ويزيد
عيشي يا بلادي في عيد
واوعي تنسي البوعزيزي
مصر بتقول يا عزيزي ...كلنا البوعزيزي

إسمي شاعر بالفخر بعد ما كان اسمي شاعر بالامتهان

المصري أغلس واحد في الدنيا....نشرت بتاريخ 10 فبراير 2011


قررت فجأة أن أعود لكتابة مقالات وشعر بعد أن توقفت عنها منذ أيام الجامعة بعد اصطحابي في جولة ميدانية لتفقد أحوال أمن الدولة .....لكنني تراجعت وجلست أفكر ...هل لازالت لدي تلك الملكة أم أن ضغوط الحياة قد أذابتها؟ هل أضع ما أكتبه في درج مكتبي أم أحاول أن أنشره؟ بل وإذا كتبت أين سأنشر ما أكتب؟...المهم قررت في النهاية أن أ...كتب بعد 13 سنة.....والمفالة بعنوان.....برضه دمه خفيف!!!!!

لا أنكر أن أجمل وقت كنت أقضيه هو الوقت الذي أقضيه خارج مصر بعيدا عن حبايبي في أمن الدولة.....ده طبعا لكي أشتاق لهم! كنت أود أتخلص وبأقصى سرعة من جواز سفري الأخضر المستطيل والذي يعكس ثراء مصر ووفرة المواد الخام الخاصة بصنع الورق في مصر.....كثيرا ما كنت أخبيء تلك الجنسية وخاصة أنني لا أستطيع أن أفتخر بأي شيء في مصر سوى ...الماضي....الفراعنة ، انتشار الإسلام منها، جمال عبد الناصر، حرب أكتوبر....

لكن الخاطر الذي كان يجول بذهني أنني للأسف لم أولد في أي من هذه الفترات وأني ولدت حتى بعد حرب أكتوبر بثلاث سنوات...باختصار كنت من شباب أمجاد مبارك....ولا أخفيكم سرا أن هذه الأمجاد جعلتني أخفض رأسي كلما أردت أن أقول أني مصري....لكن ليه؟

أمجاد مبارك جعلت المصري خارج مصر نصاب وكداب ومنافق وانتهازي ومرتشي وأحيانا حرامي لكن برضه دمه خفيف.هذه الفكرة كانت تشجع الكثيرين أحيانا لاغتصاب حق المصريين لأنهم مهما قالوا فلن يصدقهم أحد وبالتالي أحسست أن المصري أقل المخلوقات شأنا لكن برضه دمه خفيف...الخلاصة أن المصري فيه كل العبر لكن دمه خفيف....وكأن خفة الدم المصرية... جعلت من المصري مهرجا في سيرك يراه كل العالم....فالعالم يرى فقط ابتسامته لكنه لا يرى عقله ولا قلبه!!

يوم 25 يناير 2011 كانت أول مرة أكتشف أن المصري إنسان من نوع خاص...إكتشفت أنه عصبي لكنه هاديء ومتحضر، يخاف ولكنه شجاع ويطلب الشهادة، متغافل ولكنه فطن ولا يخدعه أحد، متدين ولكنه ليس متطرف، أمي لكنه مثقف، فقير لكن كرامته تناطح السحاب، ولأول مرة أفاجأ بظهور جماعة الإخوان المسيحيين والتي فوجئت أن علاقتهم جيدة بالإخوان المسل...مين...غريبة!....الاكتشاف الفريد من نوعه أني اكتشفت أن المصري "غلس ورخم"!!

ومشكلة اللانظام أن له سنوات لا يشاهد نفسه في وسائل الإعلام لأنه لو شاهد نفسه لاكتشف من اللحظة الأولى وبدون ذرة تفكير أن المصري "غلس ورخم"....ولأنه لا يشاهد وسائل إعلامه المجندة والمجيشة لخدمته فلم يدرك هذه الحقيقة ولم يفهم الاكتشافات السابقة حتى الآن بالرغم أنها بديهية واكتشفها الكثيرون....

واضح أن اللانظام لا زال يتعامل مع المصري أنه "برضه دمه خفيف" وبالتالي يتعامل مع الناس باستهبال فيظهر مبارك في الأيام الأولى قائلا "لم يكن في نيتي الترشح وأريد أن أدفن في مصر" ثم شفيق قائلا "سنجعل التحرير مكانا لخفة الدم واستعراض المواهب وأن البلطجية كانوا داخلين يحضروا كرنفال في الميدان" ثم عمر سليمان قائلا "كلفني السي...د الرئيس أن أشرع في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في الحوار مع أحزاب المعارضة" ...طبعا استهبال....!!

وعادة الاستهبال إما أن يجعلك تغضب من الشخص وتغلس عليه أو تضحك على استهباله....ومن الواضح أن اللانظام لم يضع احتمال الغضب والغلاسة لكنه وضع الاحتمال الثاني وهو أن الجماهير المحتشدة ستتعامل بمنطق أن المصري دمه خفيف أو بالأخص اللانظام دمه خفيف

المهم الآن أنه وبعد 15 يوم لم يدرك اللانظام أن المصريين أصبحوا أكثر غلاسة ورخامة على قلبه منه هو نفسه وأنهم بالرغم أنهم "برضه دمهم خفيف على قلبي وعلى قلب كل حر في العالم وليس في مصر فقط" فلن يتركوه هانئا وسيظلوا في الشوارع يظهرون "غلاستهم وخفة دمهم" حتى يسقط اللانظام من ثقل دمهم عليه....المهم خلونا نشوف مين دمه أثقل ومين أغلس في الساعات القليلة القادمة.